الجمعة، 5 ديسمبر 2008

رقصة على الجمر


كان ينظر إليها و هي ترقص و تتمايل على جراحه و آماله ...
هذا المساء رآها على مشارف خوفه تحتفل مع غيره غير آبهة به و بوجوده ..
تتفنن في رسم لوحة غجرية ملؤها الإغراء و الدلال
جسمها الأنثوي يطبع على قلبه ... يمحي آماله و يسكنه في قفص الغيرة العمياء
.يراقبها من بعيد ... تتمايل .. ترسل نظرات ... عيناها الواسعتين ممتلئتان بالخطيئة..
تبعث نظرات و قبلات همسات و لمسات ..
تطير كحمامة بين الكواسر الجياع .. تضحك لهذا و تساير ذاك ..
يرمقونها بنظرات الإعجاب و اللهفة.
هو .. من بعيد .. يحترق .. يجمع خسارته في روحه المكسورة ..
نار الغيرة تخنقه .. تبعث في نفسه حرقة لم يتحملها جسمه الهزيل ..
تسارعت دقات قلبه و حمي الدم في جسمه و فجأة .. اخترق صمته الهادئ و هذيانه المجنون ..
ثارت رجولته .. امتزج غضبه بعصي و ضجيج و نهيق أصوات الموسيقى الصاخبة وعويل ذئاب ماكرة
أخذها .. أراد أن ينتشلها من فجرها و ذنوبها .. نظر إليها و نار الغيرة تأكل قلبه و تحرق مقلتيه
نظر إليها بلهفة عاشق .. وغيرة رجل ..
هي ...استغربت جنونه المفاجئ ...كيف تجّرأ و أوقف رقصتها و هذيانها
نظرت إليه بكل تعالٍ و جرأة بكل احتقار... تركت يده و رجعت لعري أخلاقها
أدرك نفسه بعد سماع أصوات متقاربة يشتمونه ..أراد أن ينقذ ما تبقى له من رجولة
تخطى قذارة الموقف و أراد المغادرة حاملا بين ثناياه بقايا رجل هزمه حب أعمى
سار بين الخطايا وبخطوات متثاقلة يقصد هواء نقيا ...توقفت الموسيقى فجأة..
سمع صوتا من بعيد زعزع كيانه و رجولته...ذلك الصوت الساحر الذي لطالما استنشق عطره ...
انه صوتها .
هي :"" ارجع و أدرك طبلتك فان الرقصة لم تنتهي ...""
صفعته حقيقة مّرة .. أرجعته إلى وعيه و هدأت من جنونه
فهو ليس إلا طبال وراء راقصة...

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بصراحة جريئة جدا والجميل ان التعبيرات قوية بس الاغرب ان فتاه تمتدح اخلاق الرجل على وجة العموم وتحتقر اخلاق المراة
شكرا احساس قلب على قوة التعبير

artman